الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم.
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
في هذه الكلمة نقف مع قوله _تعالى_
: "وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ"
(يوسف:84).
الآية الكريمة تصوّر أدق تصوير حال هذا الأب المكلوم الذي عاش سنوات
وهو ينتظر ابنه الحبيب يوسف،
فإذا به يفاجأ بخبر ابنه الآخر أيضاً، والذي له نصيب خاص من حب أبيه
"لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا" (يوسف: من الآية،
فما كان أمامه إلا أن يتولى عنهم بعيداً.
وهكذا المهموم المحزون الذي لا يريد أن يظهر حزنه وألمه أمام أحد
خشية أن يُظنّ أنه ضعيف. لكنه رغم تماسكه أمام أبنائه
ابيضت عيناه حزناً على ولده لأن هذه طبيعة البشر.
والذي يتصور أنه يتسامى على هذه الطبيعة،
ويتصور أن ذلك كمال قد يكون واهماً، لأن أنبياء الله ورسله وصفوة خلقه
يتأثرون إذا ألمت بهم مصيبة لكنهم لا يبدون الجزع،
ولا يعترضون على القضاء، والتأثر لا ينافي الصبر.
..
.
وهاهو النبي – صلى الله عليه وسلم –
تدمع عيناه حزناً على ابنه إبراهيم، وعندما تعجب بعض الصحابة _
رضوان الله تعالى عليهم_
قال لهم:
"إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا _جل وعلا_".
..
في قوله _تعالى_:
"وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ" (يوسف:84)،
لماذا أسفى على يوسف فقط؟
قالوا إنه أراد أن يركز على الأهم ولا يعني هذا إغفال غيره،
بدليل أنه قال قبل ذلك: "عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً"
(يوسف: من الآية83).
ولكنه لا يدري أين يوسف، أما بنيامين وأخوهم الأكبر
فهو يعلم أنهم في مصر، والأسف يكون أشد على الذي لا يعرف مكانه،
وطالت غيبته.
في قوله _تعالى_:
"وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ" (يوسف: من الآية84)
متى ابيضت عيناه، قد يظن البعض أنهما ابيضتا بعد أن قال هذا الكلام،
وهذا ما ذهب إليه بعض المفسرين،
..
.
والصحيح أن السياق لا يدل على ذلك.
ولكنني تأملت هذا القول والذي ظهر لي والعلم عند الله _جل وعلا_
أنه قد يكون قبل ذلك؛ لأن الواو في "وابيضت عيناه"
لا تدل على الترتيب ولا على التعقيب،
ومع ذلك فالقول الأول قول وجيه، فهو كظيم أي مكظوم محزون مهموم
بسبب ما حدث له من تلك المصائب المتلاحقة.
فقدُ يوسف أولا، ثم فقد أخويه، وفقد حبيبتيه.
ولكن كلما تعاظمت عليه المصائب كان يوم الفرج يقترب.
ولأنه عليه السلام لم يقنط من رحمة الله فاز في الدارين.
..
فقد أتاه الله بهم جميعاً كما سأله،
وفاز بأجر الصابرين، وخلد الله قصته في كتابه الكريم،
وجعله ممن يُقتدى بهم إلى يوم الدين.
وما أصدق قول الله _تعالى_:
" فإن مع العسر يسراً. إن مع العسر يسراً".
اللهم اجعلنا ممن يقتفي أثر المرسلين،
وينعم بصحبتهم يوم الدين.
وصلى الله على خاتم الرسل أجمعين وعلى آله وصحبه أجمعين.
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
في هذه الكلمة نقف مع قوله _تعالى_
: "وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ"
(يوسف:84).
الآية الكريمة تصوّر أدق تصوير حال هذا الأب المكلوم الذي عاش سنوات
وهو ينتظر ابنه الحبيب يوسف،
فإذا به يفاجأ بخبر ابنه الآخر أيضاً، والذي له نصيب خاص من حب أبيه
"لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا" (يوسف: من الآية،
فما كان أمامه إلا أن يتولى عنهم بعيداً.
وهكذا المهموم المحزون الذي لا يريد أن يظهر حزنه وألمه أمام أحد
خشية أن يُظنّ أنه ضعيف. لكنه رغم تماسكه أمام أبنائه
ابيضت عيناه حزناً على ولده لأن هذه طبيعة البشر.
والذي يتصور أنه يتسامى على هذه الطبيعة،
ويتصور أن ذلك كمال قد يكون واهماً، لأن أنبياء الله ورسله وصفوة خلقه
يتأثرون إذا ألمت بهم مصيبة لكنهم لا يبدون الجزع،
ولا يعترضون على القضاء، والتأثر لا ينافي الصبر.
..
.
وهاهو النبي – صلى الله عليه وسلم –
تدمع عيناه حزناً على ابنه إبراهيم، وعندما تعجب بعض الصحابة _
رضوان الله تعالى عليهم_
قال لهم:
"إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا _جل وعلا_".
..
في قوله _تعالى_:
"وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ" (يوسف:84)،
لماذا أسفى على يوسف فقط؟
قالوا إنه أراد أن يركز على الأهم ولا يعني هذا إغفال غيره،
بدليل أنه قال قبل ذلك: "عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً"
(يوسف: من الآية83).
ولكنه لا يدري أين يوسف، أما بنيامين وأخوهم الأكبر
فهو يعلم أنهم في مصر، والأسف يكون أشد على الذي لا يعرف مكانه،
وطالت غيبته.
في قوله _تعالى_:
"وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ" (يوسف: من الآية84)
متى ابيضت عيناه، قد يظن البعض أنهما ابيضتا بعد أن قال هذا الكلام،
وهذا ما ذهب إليه بعض المفسرين،
..
.
والصحيح أن السياق لا يدل على ذلك.
ولكنني تأملت هذا القول والذي ظهر لي والعلم عند الله _جل وعلا_
أنه قد يكون قبل ذلك؛ لأن الواو في "وابيضت عيناه"
لا تدل على الترتيب ولا على التعقيب،
ومع ذلك فالقول الأول قول وجيه، فهو كظيم أي مكظوم محزون مهموم
بسبب ما حدث له من تلك المصائب المتلاحقة.
فقدُ يوسف أولا، ثم فقد أخويه، وفقد حبيبتيه.
ولكن كلما تعاظمت عليه المصائب كان يوم الفرج يقترب.
ولأنه عليه السلام لم يقنط من رحمة الله فاز في الدارين.
..
فقد أتاه الله بهم جميعاً كما سأله،
وفاز بأجر الصابرين، وخلد الله قصته في كتابه الكريم،
وجعله ممن يُقتدى بهم إلى يوم الدين.
وما أصدق قول الله _تعالى_:
" فإن مع العسر يسراً. إن مع العسر يسراً".
اللهم اجعلنا ممن يقتفي أثر المرسلين،
وينعم بصحبتهم يوم الدين.
وصلى الله على خاتم الرسل أجمعين وعلى آله وصحبه أجمعين.